وللحبارى الآسيوية نطاق انتشار جغرافي واسع يمتد من شبه الجزيرة العربية، وباكستان والهند جنوباً، إلى شبه جزيرة سيناء المصرية غرباً، ويمتد عبر آسيا الوسطى حتى منغوليا.
بعد انتهاء موسم تكاثرها الربيعي في آسيا الوسطى، تهاجر بعض مجموعات الحبارى الآسيوية خريفاً نحو الجنوب لتقضي فصل الشتاء في المناطق الأكثر دفئاً من نطاق انتشارها (شبه الجزيرة العربية، وباكستان، والدول القريبة في جنوب غرب آسيا). وفي أوائل الربيع، تعود تلك المجموعات للهجرة مجدداً إلى مواطن تكاثرها في الصين وكازاخستان ومنغوليا وغيرها في الشمال الشرقي من نطاق انتشارها. وتستوطن بعض مجموعات الحبارى الآسيوية وتتكاثر في القسم الجنوبي من نطاق انتشارها (شبه الجزيرة العربية، وإيران).
يقضي طائر الحبارى معظم وقته على الأرض باحثاً عن الطعام. ونظراً لأن منظومته الغذائية متنوعة تشمل النباتات واللحوم، فإن قائمة الأطعمة التي يتغذى عليها الحبارى تحتوي على النباتات والبذور والحشرات وغيرها من اللافقاريات والسحالي والقوارض الصغيرة. وللتأقلم مع البيئة الطبيعية الجافة التي يعيش فيها، يستطيع طائر الحبارى الحصول على ما يحتاجه من مياه من خلال الغذاء، ونادراً ما يحتاج إلى شرب المياه. وتخرج طيور الحبارى غالباً للبحث عن الطعام عند الشروق والغسق. وتعيش الطيور البالغة فرادى في الغالب، ولكنها تستطيع التجول في مجموعات صغيرة في فترات معينة من السنة.
يسلك ذكر الحبارى سلوكاً استعراضياً معقداً في مكان مألوف له يقصده عاماً بعد الآخر لاستمالة الإناث خلال موسم التزاوج. ينفش الذكر الريش الذي يزين رقبته قاذفاً برأسه بحركات سريعة إلى الوراء، ويكاد رأسه يكون مختفياً في كتلة من الريش الأبيض والأسود، فيما يندفع سريعاً ليتراقص في خط مستقيم أو بحركة دائرية.
وتزور أنثى الحبارى مواقع الاستعراض من أجل التزاوج، ثم تتركها إلى منطقة أخرى لوضع البيض.
تحفر أنثى الحبارى حفرة سطحية غير عميقة في أرض مفتوحة لتضع بيضة واحدة إلى ست بيضات، ولكنها تبيض عادة 3 أو 4 بيضات. ولا تقوم ذكور الحبارى بأي دور في حضانة البيض التي تستمر لمدة 23 يوماً، كما لا يساهم الذكر في تربية الصغار أو الدفاع عنها أو رعايتها. وتتلخص مهمته الوحيدة في التكاثر بالرقص والتزاوج مع الأنثى.
تتمثل أكبر المخاطر التي تهدد وجود الحبارى الآسيوي في الصيد غير المنظم والعمليات غير القانونية التي تحصد أعداد من الطيور البالغة والأفراخ والبيض، إضافة إلى انحسار البيئات الطبيعية بسبب الزحف العمراني وتوسع رقعة الأراضي المخصصة للزراعة، وتدهور البيئات بسبب الرعي الجائر، الأمر الذي قد يتفاقم بسبب عدم هطول الأمطار واتساع رقعة الجفاف. وتتواصل الجهود التي بدأت منذ سنوات لاستعادة أعداد الحبارى المستنزفة والمتناقصة بشكل حاد إلى مستوياتها الطبيعية.